لماذا الهجوم الخاطف

أظهر الفريق اليوغسلافي خلال دورة ميونيخ الأولمبية مهارة عالية في إظهار كيف يمكن أن تكون مباراة كرة اليد مبهرة وممتعة وذلك عندما يكون لدي فريق القدرة على لعب واستخدام الهجوم الخاطف كلما سنحت له الفرصة بذلك. سجل هذا الفريق عدد كبير جدا من الأهداف معتمدا فقط على الهجوم العكسي الخاطف لم يري خلاله خصومهم سوي ظهور ثلاث أو أربعة لاعبين يوغسلاف ثم صفارة الحكم تعلن عن تسجيل هدف في شباكهم.

يوجد إغراء للقول بأن الأهداف السريعة هي أهداف سهلة حيث تظهر سهولة ذلك عندما يقوم فريق كامل بالهجوم المعاكس الخاطف عندما يقتنص الفريق الكرة ويقوم بهجوم مباغت وينطلق 3 أو أربع لاعبين أو حتى الفريق بالكامل يمررون الكرة بسرعة البرق حتى تصل إلى اللاعب الأخير الحر تماما والذي يصوب الكرة في المرمي ويسجل الهدف.

لا يكفي عودة لاعبين أو ثلاث لاعبين إلى الخلف لإيقاف الهجوم المعاكس الخاطف نظرا لأن  الهجوم يتم من خلال موجتين (هناك عمق في الهجوم) وإذا ما تمكن المدافعين من تغطية الموجة الأمامية الأولي أي خط الهجوم فإن الموجة الثانية من الهجوم سوف تجد الثغرات اللازمة لاختراق خط الدفاع.

حتى يتمكن أي فريق من اللعب باستخدام الهجوم الخاطف عندما تسنح له الفرصة يحتاج الفريق إلى ما يلي:
1.   القدرة على سرعة قراءة اللعب
        أ‌-    رؤية لوجود الفرصة دون أن يفتح الفريق الدفاع
        ب‌- رؤية إمكانيات الهجوم الخاطف (خطف الكرة والاستفادة من مراكز الزملاء والخصوم)
2.   سرعة الانطلاق والجري السريع
3.   استخدام قدرات فنية متطورة في تأمين وتبادل الكرة
4.   قدرة عالية في الاستحواذ على الكرة

يمكن للفريق الحصول على ما يلي من خلال الهجوم المعاكس المنظم:
1.   أهداف سهلة ولا تحتاج إلى موارد كثيرة
2.   انهيار الحالة النفسية لدي الفريق المنافس نتيجة لسهولة الأهداف المسجلة في مرماه

يشمل الهجوم الخاطف على ثلاث مراحل:

المرحلة الأولي – الهجوم الخاطف بواسطة لاعب أو لاعبان

في هذه الحالة يقتنص أحد اللاعبين كرة ناتجة من تمريرة خاطئة وينطط الكرة سريعا بمفرده إلى
مرمي الخصم ويصوب الكرة في المرمي أو بواسطة لاعبين يتبادلان تمرير الكرة حتى التصويب في المرمي. يمكن أن ينتج ذلك أيضا عن طريق تمريرة طويلة من حارس المرمي أو من أحد أعضاء الفريق. من المهم أن تتم المرحلة الأولي بسرعة عاليه حيث تحتاج إلى لاعبين يمتازون بالسرعة ويتمتعون بفنيات عالية. ونظرا لأن اللاعبين المتخصصين في الهجوم الخاطف ينطلقون بمجرد قيام الخصم بتصويب الكرة تجاه مرماهم لذلك يفضل نشرهم في الدفاع وعدم وضعهم إلى جانب بعض حيث سيكونون قد انطلقوا في اتجاه مرمي الخصم ولا تكون باستطاعتهم التقاط الكرة المرتدة من الحارس إلى الملعب.

تكتيكيا يمكن استخدام المرحلة الأولى عندما:
1.   يكون لدي الفريق المدافع لاعبين لديهم القدرة على الاندفاع لقنص الكرة دون ارتكاب أي أخطاء دفاعية
2.   يتمكن حارس المرمي من التقاط الكرة بسرعة ويمررها طويلة ودقيقة
3.   يستهلك المدافعين وقتا طويلا للعودة إلى مراكز دفاعهم
4.   يعود الخصوم معطيين ظهورهم إلى الهجوم الخاطف. من السهولة المرور من خصم يعطيك ظهره
5.   يكون الخصم مجهد للغاية

المرحلة الثانية – الهجوم الخاطف بواسطة ثلاثة لاعبين أو أكثر

حتى يتمكن الفريق من الاستفادة من المرحلة الثانية للهجوم يجب أن يتوفر لديه عدة لاعبين يتميزون بالسرعة العالية والمهارات الفنية الجيدة وهؤلاء هم من سيشاركون في المرحلة الثانية. أساسا يجب أن تمرر الكرة قطريا للأمام خلال الهجوم الخاطف ولكن في المرحلة النهائية من الهجوم قد تكون هناك فائدة كبيرة من تمرير كرة خلفية لأحد اللاعبين المهاجمين ضمن الموجة الثانية والذي يكون حر للتصويب المباشر على المرمي. يجب أن يكون هناك عمق وتعريض في لعب المرحلة الثانية للهجوم الخاطف بحيث يمكن تمرير الكرة للأمام بحيث تتعدي المدافعين الذين قد يكونوا عادوا أو في طريقهم للعودة إلى مراكزهم الدفاعية.

تكتيكيا يمكن استخدام المرحلة الثانية في نفس ظروف المرحلة الأولي ولكن يمكن استخدام المرحلة الثانية عندما لا يوجد أي من اللاعبين في مركز يسمح له باستلام تمريرة طويلة. القاعدة الأساسية لهجوم المرحلة الثانية هو أن اللاعبين الغير مستحوذين على الكرة يستمرون في البحث عن مركز يسمح لهم باستلام كرة بعيدا عن المدافع وبعيدا عن اللاعب المستحوذ على الكرة.

المرحلة الثالثة – اللعب الأساسي المنظم

في حالة إخفاق الفريق في تنفيذ المرحلة الثانية من الهجوم الخاطف، يخفض الفريق من سرعة انطلاقه حتى يلحق باقي اللاعبين بالمهاجمين ويبدأ الفريق في اللعب الهجومي المنظم.

من المهم أنك، ودون الأخذ في الاعتبار استحواذك على الكرة أو كونك في جانب الملعب الموجود به الكرة أو في الجانب الأخر، أنك تظهر بأنك في حركية مستمرة ومن خلال التمويهات الأساسية ولغة الجسم والتركيز الذهني والإصرار وذلك لأعضاء فريقك ولخصومك على حد سواء وأنك مهتم تؤثر بشكل كبير على أحداث المباراة وهذا التأثير لا يظهر فقط خلال الهجوم الخاطف بل في كل مراحل مباراة كرة اليد.

يمكن تمرين اللاعبين على الهجوم الخاطف بطرق مختلفة وبطبيعة الحال فإن أفضل طريقة هو أن يعتاد اللاعب عليها خلال التمرين العادي حيث تكون الأوضاع طبيعية.
ولكن قد تكون الأوضاع غير طبيعية إذا لم يعتاد اللاعبون على المبادئ وعلى القواعد الأساسية للهجوم الخاطف لذلك يجب تمرين الفريق على مختلف التمارين وعندها يدرك اللاعبين القواعد الأساسية للهجوم الخاطف. وعندما يعتاد اللاعبون على هذه القواعد الرئيسية فمن الأفضل استخدامها مع الفريق الكامل. يحتوي تمرين الهجوم الخاطف على هذه القيمة التي تدفع اللاعبين على العودة سريعا إلى مراكزهم الدفاعية وهو تمرين جيد لرفع حالة وتركيز اللاعبين. 


Print